أشتهي تصديقك ..
عندما تتغزل في صوتي ، فأنفجر ضاحكة ..
أشتهي أن أصرخ بك ..
عندما تستهزأ في نطقي بعض الحروف ، فأنفجر ضاحكة أيضاً ..
أنا أُدرك أن صوتي تلتصق به بحة عادةً ما أُسميها ( نشازاً ) و تُسميها أمي ( نبرة الفخامة ) ..
أما الحروف ، فهل لي أن أسألك : هل تعلَم عن قصتي مع الحروف الأبجدية شيئاً ..!؟
هي قصة قديمة ، أحداثها كانت في سنوات عمري الأولى ..
حينها ، كنتُ ألعب ، و أصعد سلّماً ، حادةً عتباته ، فانزلقت رجلي و وقعت ، وقعت على لساني ..
و جُرح جرحاً عميقاً من النصف ، فكاد أن يُقطع ، لولا لُطف الله ثم نَقلي إلى المستشفى في عجلة ، فكانوا أن خاطوا لساني ب 7 غُرز ..
7 غُرز أبكت أمي ، و أرعبت أبي ، كانوا يَخشون مرحلة ما بعد التئام الجرح ، كيف لي أن أنطق الحروف ، كيف سأتحدث ، كيف سأتخاطب مع العالم من حولي ..
و كبرت ، و التئمت غُرز لساني ، و اشتدت ..
و استطعت أن أتحدث ، و استطاعت الحروف الأبجدية أن تعبر على لساني من فوق الجرح ، فتنزلق بسهولة و سلاسة ، فيما عدا حرف ( الراء ) ، فكان يضغط على الجرح القديم ، فيتعثّر ، إلى أن يخرج منطوقاً ، فيلفظه لساني بعيداً حيث منفى الحياة ..
و تمر الأيام ، و أصبح كاتبة ، أتحدث ب 3 لغات ، بطلاقةٍ و حرفِ راءٍ يتمخض إلى أن يُولد ..
و تمر الأيام ، و تهواني ، و أهواك ، و تستهزأ بنطقي ، و أشتهي أن أصرخ بك ، فأنفجر ضاحكة ..
أحبك