· نائب رئيس الجمهورية دشن ليهو 530 بص اضافي لأسطول مواصلات ولاية الخرطوم.. لحدي هنا والموضوع عادي.
· لكن الشيء الما عادي هو فرحة والي الخرطوم بعد أن صار العدد الكلي لبصاته 1000، طبعاً ما قدر يلتزم الصمت ويخلي راعي المناسبة يتكلم، وكعادة مسئولينا تلقف المايك ليخطب في حضور حفل تدشين البصات فماذا قال الوالي؟
· قال " إن الهدف الأساسي هو توفير خدمة جيدة في عاصمة وطنية متحضرة، ولا بد أن تشبه المواصلات بالعاصمة شكل المواصلات بالعواصم العالمية."
· وده طبعاً نوع من النكات اللا تعرف تضحك منها ولا تبكي!
· فأين هي العاصمة الوطنية المتحضرة التي لابد أن تشبه مواصلاتها المواصلات بالعواصم العالمية يا حضرة والي الخرطوم؟! بل أين هي العاصمة أصلاً حتى تحدث الناس عن إمكانية أن تصبح وطنية أم عالمية؟!
· هل يعلم الوالي أن أفضل شوارع الخرطوم لا يرقى لأن يوصف بالشارع المسفلت بالمقارنة مع العواصم العالمية التي يتحدث عنها!
· جل شوارع عاصمتنا إما أنها مليئة بالحفر والمطبات أو (طالع نازل).
· ومن لا يجد هذا الوصف دقيقاً ما عليه إلا أن يملأ معدته جيداً – إن تيسر ما يملأها به - ثم يستغل عربة ويسير بها بسرعة على شارع عبيد ختم الأكثر شهرة بين شوارع الخرطوم، وهناك إن لم يشعر بأنه يوشك أن يتقيأ ما بداخل بطنه المليء من شدة تدحرج العربة صعوداً وهبوطاً على هذا الشارع فليأتني ليقول لي أنت ( كاذب).
· لكنني أنصح من يعانون من مشاكل السلسلة الفقرية من المجازفة بهكذا تجربة لأن ( الفلايت) هي أقل ما يمكن أن يٌصاب به من يقود عربة على هذا الشارع المشهور.. علي شنو ما عارف!
· قبل أن تفكروا يا والي الخرطوم في تمليك السائقين البصات عالمية المواصفات ( طبعاً مع اقتناعنا التام بأن الصين لا يمكن أن ترسل منتجاً عالمياً لبلدان العالم الثالث)، لكن إن سلمنا بتوصيف الوالي، فلابد أن ننبهه إلى أنهم قبل ذلك يفترض أن يراجعوا الطريقة التي تُسفلت بها شوارع الخرطوم.
· حاسبوا أنفسكم وأصحاب الحظوة لديكم على تنفيذ مثل هذه المشاريع وقولوا لهم اتقوا الله في أنفسكم وفي هذا الوطن ليقوموا بتسوية الأرضيات جيداً قبل الشروع في ( مسحها باللون الرمادي المائل للسواد).. فسفلتة الشوارع ليست مجرد تلوين، بل هي عملية تخضع لمواصفات محددة لا أظن أن من يشيدون طرق الخرطوم يلتزمون بواحد على الألف منها.
· الخرطوم مدينة تعيش في ظلام دامس يا واليها، فكيف يجوز تغمرها ببصات عالمية المواصفات!
· الخرطوم متسخة وقذرة ومليئة بمظاهر الفوضى والعشوائية في كل شيء، وليس هناك أدنى اعتبار للنواحي الجمالية عند تنفيذ أي مشروع فيها، فكيف تريدنا أن نقتنع بحرصكم على جعلها حضارية!
· الخرطوم أهلها يجدون مشقة حقيقية في الحصول الغذاء والماء الصالح للشرب والدواء، فكيف نتوقع أن يأتي يوم تضاهي فيه هذه الخرطوم العواصم العالمية سواءً في بصاتها أو في أي ملمح آخر!
· الخرطوم سكانها مشغولون بالزيادات اليومية في كل السلع الأساسية ولا يعرفون من أين يحضرون الحليب لصغارهم أو السكر لـ ( ظبط) رؤوسهم، فكيف لمثل هؤلاء أن يفكروا في حضارية ونظافة عاصمتهم!
· كلما نسمع تصريحاتكم كمسئولين يا والي الخرطوم يساورنا شك حقيقي في أنكم تعيشون بيننا، ويبدو لنا وكأنكم تحكمون هذا البلد بالريموت كنترول من إحدى العواصم العالمية التي أشرت لها في حديثك.
كمال الهدي – الراكوبه