احمر وجهها من شدة الخجل .. جاءت بخطى غير ثابتة.. ووقفت بالقرب من السرير الذى يرقد عليه والدها .. لا شعورياً اخذت تفرك يديها بعد ان (كحت) لتنبه والدها بأنها بالقرب منه .. وبحنية الاب المعهودة رفع رأسه إليها... إلا انها لم تنطق بحرف واحد بينما عيناها كانتا ترتجفان وتسرحان بعيداً .. بصعوبة بالغة رفع الاب جسده النحيل واخذ يسألها بإهتمام قائلاً :( خير يابتى فى شنو ؟) امسكت هى بيده وقالت بتلعثم :( بكره فى شاب حيجيك و...)... وقبل ان تكمل , رد والدها: (اسمو منو.. ؟).. ثم اردف: (من اى المناطق)...وقبل ان يواصل في سيل اسئلته اجابت بسرعة: (ياابوي هو اصلاً ماسوداني)...لتتفجر المشكلة الكبيرة...!!
عادات مختلفة:
وقضية الحب التى تربط بين الفتاة السودانية والاجانب، ربما قضية لاتزال حيز التداول والنظر، بينما تضع الاسر السودانية الف حساب لمثل تلك الجزئية التى تعتقد بصورة جازمة أنها سبب رئيسي في إنحراف ابنتها عن الخط المرسوم لها، مرتكزة على أن ذلك الطرف الآخر له عادات مختلفة تماماً عن العادات السودانية وله كذلك فهم معين لعلاقة الحب أو ماشابه ذلك..لكن ماهى اهم الدوافع لمثل تلك الحالات من الحب والتى يمكن ان يصل بعضها للزواج..؟..وكيف يكون حال الابناء اذا كان الوالدان من جنسيات مختلفة ؟ وهل لذلك الزواج ايجابيات.. ؟ وماذا عن مخاطره..؟ كل هذه اسئلة تعالوا لنعرف اجابتها سوياً.
شروط مهمة:
من الاجراءات التى تُتبع للزواج من أجنبى حصوله على إذن من المحكمة التي من شروطها أن يكون حاصلاً على إقامة مشروعة وسارية المفعول (رجلاً أو إمرأة).. أما إذا كان الأجنبي لاجئاً فيجب أن تكون لديه بطاقة لجوء معتمده ليتمكن من اتمام الزواج.
اكتشاف الآخر:
وعن دواعى الفتاة السودانية للارتباط بأجنبى ترى استاذة علم الاجتماع بجامعة النيلين حنان محمد انها علاقة اكتشاف للاخر والهروب من الرتابة السودانية التي تفرضها الاسرة السودانية في الارتباط والزواج ، وكثير من الزيجات تمت نتيجة لدوافع اجتماعية وبناء على كثير من الاحباطات لعدم تقدير الزوج لزوجته ، وايضاً الخوف من مفهوم التعدد لشراكة تؤثر علي واقع اجتماعي مزري وكثير مما ينتاب المرأة السودانية من زوج يغدر بها نتيجة لاختلال كثير من القيم الايجابية في مفهوم الشراكة الزواجية.
مشاكل اسرية:
واضافت حنان انه ومن خلال دراسة تبين ان كثيرا من هذه الزيجات تتم لاسقاط نفسي لمشاكل والدها ووالدتها لذلك تتجه للهروب لملاذ آمن لتستقل بذاتها وتتمتع بالكثير من الحريات التي قد لا تجدها في مسار العلاقة مع زوج سوداني , وايضا التغيير والانفتاح وسهولة وجود الاجنبي في السودان والعلاقة المفتوحة ومجال العمل الذي تطور بوجود الاجنبي ، واشارة للتقنيات التى اتاحت كثيرا من المعارف وكثير ما تخوض الدهشة غمار تجربة مختلفة , وذكرت ان الاشكاليات الاجتماعية علي نطاق الاسر والتى أثرت على مكونات الأسرة السودانية وإتجهت الفتاة لتطبيق مبدأ التغيير لمواكبة ثقافات مختلفة وإكتشاف مفاهيم جديدة في مسائل الزواج وأيضا إكتشاف مهارات جديدة عبر شراكة إنتاجية في ميادين العمل المختلفة تضيف لها كثيرا من الأشياء الإيجابية .
قيود اجتماعية:
وذكرت حنان الجاك سبباً اخر لاتجاه الفتيات للارتباط من اجنبى وهو انهن يمِلن إلى تحسين النسل حيث أصبح اللون الأسمر عقدة للفتاة السودانية لكن تناست جانبا مهما جدا في الإخلال ببعض القيم الدينية رغم إسلامية الزوج ولكن يكون التطبيق لمفاهيم الدين ضعيفة جدا وينشأ الأبناء مشتتي الهوية مابين الإنتماء للأم وهوية الأب وقالت كثيرا مايحدث صراع عنيف لتذويب كثير من المؤثرات الثقافية وتحاول المرأة جاهدة للإنتصار لواقعها من خلال تحمل كامل لمسؤولية الإرتباط.
قراءة متأنية:
وتختتم حنان ينبغي على من تختار الزواج من أجنبي أن تبني علاقتها على القيم التي تُثبت علاقة زوجية تُبنى على قيم أصيلة ولاتكون خصما عليها ولا على الإرتباط بأسرتها ولكن تتم هذه الزيجات كنوع من التحدي والدهشة في مجتمع مبني على الدهشة والتجديد أيا كان نوعه وليس على إستراتيجية طويلة المدى .واضافت أنا لست ضد الزواج من اجنبي ولكن مع قراءة متأنية وثقافة وتدين تضمن إستمرارية علاقة بها كثير من المهددات.
المصدر الراكوبه